تابعو معي المشهد التالي :
يدخل العريس بزوجته ( ويعثي فيها ) وفي صباح اليوم الثاني أو الثالث يعلن لأمه وأخواته: (أحس إني ما حبيتها) وما كتب الله توفيق ...
تعود المسكينة (الضحية)إلى أمها تجرجر أذيال الفشل مخلفة وراءها (بكارتها) ذات الثمن الغالي والتي سرقها صاحبنا الغشيم ...لقد تحولت إلى مطلقة (ثيب) تنتظر حكم المجتمع عليها. الذي يصدر حين يُطرق الباب بعد العدة ليطل منه مسن مبتسم لا يعبر عن ابتسامته سوى بقايا من أضراس تقبع في أقصى الفك السفلي...
أما صاحبنا الغشيم فإنه ما يزال يعدو وبنفس السرعة باحثاً عن من يجرب معه حظه مرة أخرى دون أن يفقد شيئاً....
إننا وبشيء من الحكمة والحنكة والمسؤولية، نستطيع أن نخفف من هذه المشكلة، ونسيطر على بعض جوانبها... وذلك بأن نشيع نوعاً من الوعي لدى المتزوجين، بأن عليهم في أول الأيام كبح جماح شهوتهم. وأن عليهم عدم الاستعجال في فض البكارة حتى تستبين الصورة وتتضح الرؤية في إمكانية استمرار هذا الزواج من عدمه. أو على الأقل ضمان أنه لا يوجد حالة رفض واضحة ... مع الإشارة إلى أنه لا شيء يمنع من الاستمتاع بالزوجة في الأيام الأولى ومعاشرتها دون الوصول إلى فض البكارة. وهذا مع ما فيه من تحقيق الهدف المراد، فهو أسلوب يوصي به الأخصائيون الاجتماعيون و علماء النفس لتحقيق التوافق والتقارب ...
إنني أعرف شخصاً لم يدم زواجه سوى ساعات معدودة ولكنه كانت كافية لفعل اللازم..
إن عودة المرأة التي فشل زواجها وهي محتفظة ببكارتها لهو كفيل بأن يضمن لها موقعاً في مصاف قريناتها اللاتي لم يتزوجن ( هكذا يحكم مجتمعنا )
-وما عبارة ( هو جايَّه ولا ماجاه)( كوده ما قربه ) إلا شاهد على ما أقول-
كما أن احتفاظ المرأة ببكارته مما يرفع الحرج عن الزوج أمام أهل زوجته ويجعله في حل من تأنيب الضمير والشعور بالجناية.
كما أنه منبئ عن معدن أصيل للزوج. ودرجة من الرجولة والوفاء وحسن الخلق والعشرة...
وهو عربون حسن نية، يحسب للزوج في زواجه الثاني ... فرجل بمثل هذا الخلق، وهذا الشعور والمسؤولية. جدير بالثقة والقبول
مجتمعنا قاسٍ وقاسٍ جداً، وحادٌ وحادٌ جداً،
وأجهتزته التي يبني على نتائجها أحكامه وقراراته تشاركه القسوة والحدة.
هذه حقيقة يجب التعامل معها بواقعية..
أخيراً دعوتي هذه موجهة لتخفيف مشكلة موجودة وعريضة في مجتمعنا . ولست أدعو لتعزيز النظرة السالبة للمطلقة. أو لتعزيز بعض المفاهيم الخاطئة للبكارة.
بل إنني أدعو لمراجعة بعض الأفكار الظالمة في هذا الجانب وغربلته مما حمله من جهل وجاهليات ...
دعوات صادقة بأن يكتب الله التوفيق لجميع معاريسنا . وأن يملأ حياتهم سروراً وحبوراً وأطفالاً ( ما يهدهم إلا النوم )
وادعوا لي..